وهبتك لبنان

ـ1ـ
رَيْ، حَبِيبَتِي، جَنَّةَ خُلْدِي
وَاشْكُرِي اللَّـهَ عَلَى نِعَمِهِ الْكَثِيرَةِ.
فَفِي حَدَائِقِهَا الْمُعَلَّقَةِ أَشْجَارٌ مُثْمِرَةٌ،
أَطْيَارٌ مُنْشِدَةٌ،
وَيَنَابِيعُ مِنْ عَسَلٍ،
كَوَّنَتْ عِنْدَ الْتِقَائِهَا نَهْراً،
لَـمْ يَعْتَمِدْ بِهِ إِلاَّكِ،
تَحْرُسُ ضَفَّتَيْهِ مَلْيُونُ حُورِيَّةٍ،
يَحْمِلْنَ بِأَيْدِيهِنَّ الصُّنُوجَ،
وَقِنِّينَاتِ مَاءِ الْوَرْدِ.
جَنَّتِي هَذِهِ، اسْمُهَا.. لُبْنَان.
ـ2ـ
هنا يا حبيبتي، كان لقاؤنا،
وهنا سننتهي..
ما منْ جنّة أجملَ من وطني
"فغابةُ أرزِه" حديقتي،
و"قلعةُ بعلبكه" قصري،
و"جبيله" منبتُ حرفي
ومن ينابيعِهِ دمي
فكيف لا أهبُكِ إياه
وأنتِ المالكةُ الحقيقيةُ له؟!
إنتِ ابنتُه وفلذة كبدهِ
فلا تبخلي عليه بأبنائكِ.
ـ3ـ
عودي له، كي يعودوا..
أحبيه، كي يحبّوه..
أطعميهم من مأكله،
شرّبيهم من تراثه،
وألبيسهم حبيباتِ ترابه
فغبار الوطن مقدّسٌ يا حبيبتي
دعيهم يدغدغونه بأرجلهم وهم حفاة.
لقد استودعتُك وطني،
مثلما استودعتُك أجيالي..
فكوني الأم الصالحة.
**