إبنة مصر

ـ1ـ
لَوْ لَـم أَزُرْ مِصْرَ لَمَا تَمَكَّنْتُ مِنْ فَهْمِ جَمَالِكِ.
النِّيلُ.. عَيْنَاكِ،
وَضَفَّتَاهُ.. شَفَتَاكِ،
وَالنَّخِيلُ.. شَعْرُكِ،
وَالأَهْرَامَاتُ.. 
ارْتِفَاعُ الْعِفَّةِ فَوْقَ صَدْرِكِ.
أَمَّا لُؤْلُؤُ ثَغْرِكِ، 
فلَقَدْ وَجَدْتُهُ يَتَرَاقَصُ بِإِبَاءٍ
عَلَى أَفْوَاهِ الْمِصْرِيِّينَ.
آهٍ.. 
كَمْ أَنْتِ جَمِيلَةٌ يا ابنة مصر!
ـ2ـ
جبلُ المقطّم انحنى إجلالاً لطلتك،
قلعتُه التاريخية أضاءتْ شموعَها
فوقَ أسوارِها الشامخة،
احتفالاً بقدومك.
سجنُها المليء بالذكريات الأليمة
حين لامستْ يداك أحجارَه الباردة
تبرّأ من الحكام الظالمين
على مرّ العصور.
كنتِ الدفءَ الذي لم يشعرْ بِهِ أبداً.
كنتِ الحنانَ الذي افتقده،
من كثرة صراخِ المساجين
وزئيرِ الجلادين.
كنتِ الرحمةَ 
في زمنٍ ضاعتْ به الرحمة.
ـ3ـ
يا ابنةَ مصر..
لقبٌ أطلقتُه عليكِ كي أزيدَك فخراً
وامنحَك جمالَ كليوباترا
وحبّ أنطونيو.
آهٍ، كم هي رائعةٌ القاهرة
حينَ أعطتْكِ الأمانَ،
حين ضمتْكِ إلى صدرها،
وقبّلتْ جبينَك الطاهر.
هناك فقط شعرتُ بمربحي
وأنني اخترتُ أجملَ نساءِ الأرض
لأسمعَها كل صباح:
أحبك.. أجل أحبك.
**