لا لم تمتْ

الى روح الشاعر العراقي عبد الوهّاب البيّاتي
ندوة رابطة البيّاتي في 22 ايلول 2015

لا لمْ تمُتْ.. فالإسمُ حيّ بيننا 
متشامخٌ.. يجتازُ كلَّ الأمكنه 
شعّتْ بـ "سدني" نخبةٌ مختارةٌ     
أعطتْكَ أمجادَ المدى والأزمنه
"عبدُ الوهَابِ" حبيبُها في غربةٍ     
أهدَتكَ قلباً أخضراً كي تسكنا
من غيرُك الأجيالُ تروي شعرَهُ   
كي يغمرَ الحرفُ الجميلُ الأعينا؟
فحّت بقربكَ ألسُنٌ مسمومةٌ  
فلَجَمْتَ بالخُلُقِ الرفيعِ الألسُنا
وأذاقَك الحسّادُ ظلماً موجعاً      
فهَزَمْتَهم.. وكشفتَ وجهَ المَلعنه
مرضى.. ولكن مَنْ يُداوي خبثَهُمْ؟
كفرتْ بهم شمسُ العقولِ المؤمنه
كلٌ يريدُ الأوّليّةَ مركزاً 
 يبغي امتطاءَ شعوبنا كالأحْصِنه
يتسابقُ المغرورُ نحو مناصبٍ    
من كثرةِ الأطماعِ صارتْ مُنتنه
يُعطيكَ سِناً.. إنْ رفعتَ لِواءَهُ      
وإذا رفضتَ.. فمنه تأتي الشيطنه
يا "ابْنَ البيَاتيْ".. لا تسلْ عن مُمكنٍ 
أشعارُكَ العصماءُ ليست مُمكنه
أنت العظيمُ المبدعُ الشّهمُ القويْ  
إن لمْ تصدّق صرختي.. أنظرْ هنا
جاؤوا إليكَ اليومَ باركْ جمعَهم    
متحررينَ كما النوايا المُعْلَنه
حدّقْ بهم.. قممُ الجبالِ جباهُهُمْ
والجبهةُ الشمّاءُ تأبى الهَيْمَنه
مثلَ اليتامى جئتُ أبكي صاحباً     
يا دمعةَ الأشعارِ كوني محزنه
إني على جمرِ المحبّةِ أكتوي
هذا أنا.. هل زلتَ تذكرُ من أنا؟