أميرة سنغفورة

ـ1ـ
جزيرةُ "سانتوزا" السياحية،
تشهدُ على فصل الرعبِ 
الذي عشناه معاً..
فما أن امتطينا ذلك "التلفريك" اللعين
المعلّق بين السّماءِ والماء،
حتى هبّت العواصف الهوجاء،
وتساقطت الأمطارُ بغزارةٍ
وبدأ الرعدُ يعانقُ اللمع،
وأنتِ تصرخين وتستنجدينَ بي
وأنا واقفٌ قبالتَك كأبي الهول
لا أقدرُ على السير خطوةً
مخافةَ أن يقذفني جنونُ الطبيعةِ
خارجَ الكبسولة.
وحين وصلنا إلى برّ الجزيرة
تغيّرتْ نظرتُكِ لي،
ورحتِ تبتعدين عنّي
وتحملينني وزرَ الأخطارِ التي واجهتنا.
ـ2ـ
"سنغفورة" حزنتْ لحزنِكِ،
وراحت تعملُ جاهدةً لمراضاتِك،
فقدمتْ لكِ أزهارَها وأطيارها،
لا بل أهدتْكِ شارعاً من زهر "الأوركد" الملوّن الجميل..
حتّى أنّ عمالَ الفندق
بدأوا يعاملونَكِ كأميرة،
ويرشون حولَك مئات الابتسامات
وعبارات الترحيب.
وأنتِ ما زلتِ حزينةً وخائفةً،
وأنا أشيحُ بوجهي عنكِ
كي لا تري دموعي.
ـ3ـ
..وفي اليوم الثالث..
أشرقتْ شمسُ ابتسامتِك
ورحتِ تهمسين في أذني:
ـ إستيقظْ يا حبيبي، فأمامنا يومٌ طويل.
وعلى حين غفلة..
جذبتُكِ نحوي، ورحتُ أقبلكِ كمجنونٍ،
وأنتِ تضحكين.. وتصرخين:
ـ أحبّكَ.. أحبّك.
ـ4ـ
الآن غفرتُ لجزيرة "سانتوزا"
جميعَ سيّئاتِها..
خاصةً حين حضنتِ 
ذلك الرجلِ الغريب،
وأنتِ تركبينَ خلفهُ
فيلاً ضخماً،
مخافةَ السقوط.
وغفرتُ لها أيضاً،
ساعةَ دخولك حديقة حيواناتها
ومطاردتك لذلك الديك الرومي
بغيةَ احتضانه وتقبيله.
هي المرّةُ الألفُ التي تتناسين بها
أن قبلاتك ملك لي وحدي،
ولن أفرّطَ بواحدة منها حتّى للطيور.
وحدها "سنغفورة" عرفت لماذا بكيت.
**